my
كلمة الأستاذ سلطان ناصر الدين في حفل إطلاق كتابي الثاني" Becoming Stronger أصبحْتُ أقوى" الذي قامت بطباعته دار البنان في حلَّة جميلة زاهية:
عندما كُنْتُ في الصّفِّ المتوسّط الأوّل (أيّ السّادس الآن) ألّفْتُ أوّل كتاب، وطُبِع نسخة واحدة على الآلة الكاتبة، وَصَنَعْنا له غلافًا، وكَتَبْنا على الغلافِ اسمه بخطّ جميل مزدانًا بصورة مُناسبة. وللأسف فإنَّ هذا الكتاب قد احترق يوم أحرقَ الاحتلال الصّهيونيّ بيتنا في ضيعتنا "سُجُد" عام1985. لقد حزنْتُ كثيرًا لاحتراق بيتِنا وتهديمِهِ؛ فهو بيتُنا، والبيت وطنٌ وهويّة؛ ولكنّي حزِنْتُ أكثر لأنّ كتابي الأوّل هو حُلْمٌ تحقّق، ولكنّ هذا الحُلْم اختفى وأصبح ذكرى.
وأكثرُ ما أعشقُهُ في حياتي تحويل الأحلام إلى حقائق؛ فذلكم عمل ممتع لا يفقه متعته وقيمته وسُمُوَّه إلّا من يعمل في هذا الميدان.
و"لين سامي الخطيب" ألّفَتْ أوّلَ كتاب وهي في الصّفّ السّادس، كتَبَتْهُ بصورة جميلةٍ معنى ومبنى. ولحُسن حظّ لين ولحسن حظّي أنّنا نعرف لين وأهل لين، فإنّ هذا الكتاب قد أبصر النّور؛ ولين ابنة أب وأم كريمين، وهي ابنتنا أيضًا. وصدور كتابها خفّف من حزن احتراق كتابي الأوّل عام1985، وأعاد الذّكرى إلى حُلم، والحُلم إلى واقع. هو اللُّطف الإلهيّ!
يرى علماء الدّماغ أنّ دماغ الإنسان قسمان أيمن وأيسر، وأنّ هذين القسمين يعملان معًا، ولكن لكلٍّ منهما وظائفه. فالقسم الأيمن مسؤول عن الصّور والخيال والابتكار والفنون... والقسم الأيسر مسؤول عن الكلمات والحساب واللّغة والمنطق...
وواقع الحال في مجتمعاتنا أنّ أكثر البيوت والمدارس تهتمّ بالجانب الأيسر دون الجانب الأيمن. وفي هذا إجحاف بالدّماغ وبميزاته وبوظائفه.
وثمة بيوت ومدارس ولو قليلة، تولي الأطفال والنّاشئة اهتمامًا كبيرًا ورعاية شاملة. في هذه البيوت والمدارس تترعرع المواهب وتظهر إبداعات. فالعالِم سيسِل (Cecil) يرى أن الإبداع مؤشّر للجودة في بيئة الطّفولة، وهو مؤشّر للصّحّة العقليّة للفرد.
إنّنا مع إصدار كتاب لين وهي على مقاعد الدّراسة نسنّ سنّة حسنة، ونُحدث ثقبًا في جدار الجمود في التّعليم, ونحرّر الدّماغ من أسر قسمه الأيمن لسنوات طويلة. نأمل أن نساهم في نشر هذه الفكرة وتحويلها من حلم إلى واقع واسع.
وجلّ غايتنا في هذا العمل احترام الإنسان واكتشاف القوى الكائنة في الإنسان، واستثمار هذه القوى في الحياة تغييرًا وتطويرًا.
لا تشعر الأمّ المُتزوّجة شعور الأمومة إلاّ بعد أن تُنجِب، ولا يشعرُ الأب المتزوّج شعور الأبوّة إلاّ بعد أن يكون له ولد.
لا يشعر المرء شعور لذّة السّباحة إلاّ في ممارسته السّباحة.
لا يشعر المرء شعور لذّة شمّ عطر الخزامى إلاّ عندما يشمّ عطر الخزامى.
ولا يشعر المرء شعور إصدار كتاب إلاّ عندما يصدر له كتاب. فإصدار كتاب عمليّة إبداعيّة، ولاسيّما متى توافر في الكتاب كلّ خصائص أدب الأطفال.
والعمليّة الإبداعيّة تغذّي المشاعر والأحاسيس، وتحسّن القدرة على التّفكير، وتزيد الدّافعيّة، وتُنمّي الطّاقات والاستعدادات، وتجعل المرء المُبدع أقوى. بالإبداع "نُصبِحُ أقوى".
مبارَك لك يا لين "أصْبَحْتُ أقوى", وإلى المزيد من الإبداعات وأنتِ دائمًا قويّة!
عرفت الأستاذ سلطان ناصر الدين منذ سنوات طويلات، فعرفت فيه ناشر العلم والمعرفة والكلمة والفكرة الخيرة، بأسلوب مبتكر، وأدب جمٍّ، وأخلاق الأنقياء الأصفياء.. فكان مذ عرفته نعم الأخ والصديق.
ReplyDelete